السبت، 3 سبتمبر 2011

"الكلمة" تقدم قراءة مسرحية لمحاكمة أول طاغية عربى

"الكلمة" تقدم قراءة مسرحية لمحاكمة أول طاغية عربى

اليوم السابع : السبت، كتبت هدى زكريا 3 سبتمبر 2011 - 07:41

غلاف المجلة

غلاف المجلة

صدر مؤخرا العدد 53 من مجلة «الكلمة»، ويرفق بالعدد أربعة كتب كاملة: رواية جديدة من تونس، ومجموعة قصصية من الجزائر، وديوان شعر من المغرب، وأول كتاب/ شهادة مشارك عن الثورة المصرية من مصر.

ويواصل العدد الجديد متابعة الحراك العربى الثائر فى تتابعه المفتوح على احتمالات عديدة، تسعى لتحقيق الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وقيم الصدق والنزاهة، وتنشر المجلة قراءة مسرحية لمشهد محاكمة أول طاغية عربى، وعددا من الدراسات والمقالات التى تتناول مسارات الثورة، والتنظير لها، فضلا عن المزيد من القصائد عن الثورات العربية والقصص المستوحاة من تلك المتغيرات، وأبواب (الكلمة) المعهودة من دراسات وشعر وقص وعلامات ونقد ومراجعات كتب وشهادات ورسائل وتقارير وأنشطة ثقافية.

ويفتتح الناقد الدكتور صبرى حافظ باب دراسات بـ«النوم فى القفص ومستقبل الثورة»، حيث يقدم فيها محرر (الكلمة) قراءة مسرحية لأهم المشاهد التى أسفرت عنها الثورة المصرية الراقية، ولدلالات الصورة فيه، وكيف تحثنا على التفكير فى آليات تحقيق أهداف الثورة فى الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، وفى عملية تحقيق إسقاط النظام بكامله وبناء مشروع نهضوى جديد، وتدرس الباحثة السودانية خديجة صفوت فى "النخب والشر تحت ألوية نبيلة"، ظاهرة «المتثاقفون» أو المثقف الذى تحول إلى أداة للشر الكونى، وبرع بتخاتل مراوغ فى التواطؤ على إخفاء الجريمة التى تدور على مستوى عالمى، يروح ضحيتها الشعوب المستضعفة والتى لا يدافع عنها مثقفوها، وهى فى أمس الحاجة إليهم، ويقدم الباحث المغربى محمد أنقار فى "المقامة فى درجة الصفر" دراسة معيارية تجنيسية، تسعى إلى التنظير من خلال التطبيق، وتكشف فى إحدى مقامات السيوطى عن درجة صفر المقامة السردى، ويحذر الباحث الفلسطيني، والأستاذ الجامعى الذى يعيش فى قلب نيويورك، جوزيف مسعد من خطورة التدخل الأميركى السعودى فى الثورة المصرية، ومن عواقب التقاعس فى تنفيذ أجندة الثورة وتكريس مشروعيتها، ومن سطوة المال عليها، ومن أثر جرف الشوفينية الثورة بعيدا عن مرتكزاتها الأساسية وأهدافها، ويتتبع الباحث العراقى عبد الله إبراهيم فى "آيات شيطانية" أثر التجربة الاستعمارية على الشخصية الهندية، ويستخدم فى قراءته لها أمشاجا من أفكار نظريات ما بعد الاستعمار وأدواتها التحليلية، ليكشف أثر التجربة الاستعمارية على هوية التابع وثقافته، ويرصد الباحث المغربى عبد اللطيف عدنان فى "الثورة العربية: السؤال والنظرة والنظرية" جيلا جديدا من الأسئلة من منظور للثورة يؤكد جدة الجيل/ النظرة والسؤال معا، فالثورة لن تكون ثورة بمعنى إعادة التطوير والتطور إن لم تكن سؤالا مستمرا، وثورة فى النظرة: ثورة بنظرية وعلى نظرية، ويقدم الباحث الفلسطينى محمد شاويش فى دراسته "نحو نموذج حضارى مستقل" قراءة تفصيلية دقيقة لكتاب الباحثة السورية الذى تناولت فيها أبرز إنجازات تيار تأصيلى يدعو لتمحيص مقولات الحداثة من منظور إسلامى.

يفتتح الشاعر المرموق سليم بركات باب نقد بورقة لافتة "سوريا: متنزهات الصور"، فى تأويله لخرائب بلده ومقارع الظلم نقداً، أو تحريضاً، أو مجابهةً، ينتمى سليم بركات إلى الأخلاق والكتابة، يستحضر خياره السياسى ينقّب فى ومضات النص وشعاب الصور، ينحاز لعدل محتمل، يغضب نظام الاستبداد فى سوريا المحتلة، ويستشرف المرئيات فى تخوم الزمان.

أما باب "كُتب" احتفى بأهم الإصدارات العربية فى مختلف الأجناس، وهكذا يقترح الباحث المغربى حمو بوشخار فى "مطاوى باريز" قراءة مغايرة فى ديوان الشاعر اللبنانى المرموق إلياس لحود، والذى قدم تجربة شعرية مهمة فى ديوانه "قصائد باريس"، وتقدم لنا الصحفية الجزائرية المقيمة فى روما سهيلة طيبى فى "العقل الإسلامى: عوائق التحرر وتحديات الانبعاث" أهم خلاصات كتابا صدر حديثا لباحث تونسى يعالج تعاطى العقل الإسلامى مع المسائل الدينية والحضارية والسياسية فى الراهن المعاصر.

باب علامات، يقتطع من مجلة {الطليعة} مقالة تعود لعام 1936، تقارب سياق تكوين الشخصية السورية فى التاريخ الاجتماعى الحديث، وهى على عتبات تشكيل بعدها الوطنى والتفكير فى قيادتها أو ما يمكن أن نطلق عليه فى راهن اليوم معارضة يمكن لها أن تمثل مجتمعها.

أما فى باب شهادات/ مواجهات فتنشر "الكلمة" أول كتاب/ شهادة عن ثورة مصر الراقية النبيلة والتى تعرف الآن بثورة 25 يناير، لكاتب مصرى استشرف عمله الأول (ورود سامة لصقر) الكثير مما دار فى العقود الثلاثة الماضية، وكتابة "مائة خطوة إلى التحرير" يستشرف أيضا ما سيدور فى الطريق الطويل إلى التحرير، ليس التحرير الميدان فحسب، وإنما التحرير الحقيقى والمنشود.

مثقفون فى حظيرة المثقف الخطير معمر القذافى

مثقفون فى حظيرة المثقف الخطير معمر القذافى

الشروق : سامح سامى -القاهرةالجمعة 2 سبتمبر 2011 1:48 م بتوقيت

«وصفوه بضمير العالم وعقله المستنير.. مسئولو اتحاد الكتُاب العرب يشيدون بإبداع القذافى». تحت هذا العنوان نشرنا موضوعا بـ«الشروق» فى نوفمبر 2009، وسلطنا الضوء على كلمات مديح محمد سلماوى، ومدحت الجيار، وخليفة حواس. ولخصنا تأكيد الندوة التى عقدت عن إبداع المعمر، فهو إبداع: «يعصى على التجنيس والتصنيف.. قد يكون مقالة قصصية، أو قصة مقالية، أو قصة أو مقالة، وقد يكون كل ذلك.. فهو يرسم بكلماته ملامح المستقبل الذى قوامه الإنسان بغض النظر عن لونه أو جنسه أو دينه، ولا يتوقف كثيرا عند الشكل الذى يعبر من خلاله عن ذلك، فهو يرفض القيود بطبيعته، ولا يلهث وراء القافية، لأن القائد «معمر القذافى» يمثل البعد الجمالى لقافية الخلاص، وذلك يكفيه، وهو الذى تحفظ الجموع صورته فى بؤبؤ عيونها، وفكره ورؤاه فى سويداء قلوبها. وتوقفنا فى الموضوع سالف الذكر حول قبول الدكتور جابر عصفور لجائزة القذافى فى الآداب، مبديا فرحته بنيل الجائزة، التى تنازل عنها بعد ذلك. ولكن كان قد فات الأوان. وأتى قبول عصفور لجائزة المستبد والدكتاتور فى وقت رفض فيه الكاتب الإسبانى «خوان جويتسولو» هذه الجائزة (150 ألف دولار)، «لأسباب سياسية وأخلاقية»، كما أوضح بنفسه، قائلا إنه فى موقفه هذا ينسجم مع عدم تردده فى انتقاده الأنظمة السلطوية، ويتماهى مع مناهضته الأنظمة الاستبدادية.

ويشاء القدر أن نكتب مرة أخرى عن الموضوع نفسه، فى السطور التالية... فى 878 صفحة من القطع الكبير لكتاب صادر، منذ ثلاث سنوات، عن اللجنة الشعبية العامة للثقافة والإعلام بليبيا، وزعته داخل مصر الهيئة العامة للكتاب، يشيد مثقفون مصريون وعرب بمعمر القذافى كاتبا وأديبا والذى قال عن نفسه: «من حيث كونى مؤثرا فى سياسة العالم فى هذا العصر بأى قدر.. وبأى وسيلة ممكنة، ومحاولا أن أساهم فى خلق عالم حر وآمن، لغرض أن تتمتع الشعوب بالحرية والأمن، وإن شعبى واحد منها. ومن هذا الباب والمبدأ أطرح رأيى فى القضايا والمشاكل الدولية الخطيرة كلما تمكنت آملا أن يؤثر ذلك فى السياسة الدولية بوجه إيجابى»...

صدقونى، هذا ما كتبه يوما معمر القذافى، ساذج العصر، ومجنون هذا الزمان.

لذلك، ليس غريبا على مثقفين كبار أن يكتبوا دراسات ومقاربات ويعقدون قمماً ثقافية تحت رعايته ويهدون دروع اتحاد الكتاب لفخامته كما يقيمون ندوات ومؤتمرات عن الإبداع العظيم لمعمر القذافى. ولكن كيف يشترك كل هؤلاء فى مدح القذافى، وكلنا نعرف أنه مجنون. وهناك فرق طبعا بين جنونه وجنون المبدعين!، ألا يصح لنا أن نطرح كل الشكوك التى تؤكد أن القذافى كان يدفع لمن يكتب عنه. ولعل مدح القذافى يبعد كثيرا عن الأقاويل التى تثار حول علاقة المثقفين بالسلطة، إذ فى هذه الحالة الموضوع مرتبط بالمثقفين والمال.

نظرة سريعة على عناوين الكتاب الضخم المزيلة بأسماء كتاب ونقاد لهم وزن تكتشف كارثة الوضع الثقافى العربى، الذى يأتى من فوق، من النخبة الثقافية: إبراهيم الكونى، أحمد إبراهيم الفقيه، سمير سرحان، عبدالله أبوهيف، فؤاد قنديل، ميرال الطحاوى، محمد جبريل، نبيل راغب، سمير الجمل، فتحى الإبيارى، محمد الفيتورى، وعلى عقلة عرسان، ومدحت الجيار، وعبدالعزيز شرف، وياسين رفاعة، وجميل قاسم وعلى الدين هلال.

فى مقال مهم، رصد فيه كل الأسماء، الكبيرة للأسف، التى شاركت فى جوقة المديح للقذافى، قال الكاتب شعبان يوسف: «أقل ما نطلبه من الكتاب والمثقفين والمبدعين الذين يساهمون فى إضفاء هالات أسطورية خادعة حول زعيم أو رئيس أو ملك أو قائد هو أن يعتذروا بشدة، أن يعتذروا لمن آذتهم مواقفهم وكتاباتهم ومدائحهم التى تتحول إلى حبل مشنقة حول رقبة شعب بأسره، أو زنازين انفرادية لمناضلين ومعارضين قاوموا الديكتاتور، ولكن فى ظل الغطرسة التى يعيشها الديكتاتور، لن يدرك هذه المقاومة أحد، ولن يلتفت إليها كاتب. هذا إن لم تجد هذه المقاومة تسفيها وتحقيرا وتكذيبا».

وأتركك عزيزى، وكلى أسف، مع كلمات منتقاة بأقلام مثقفينا حول إبداع القذافى، وهى لا تحتاج إلى تعليق، وفى الأسبوع المقبل نعرض لكتاب كارثى بعنوان: «هنا العالم القذافى يتحدث».

سمير سرحان:البحث عما وراء الظاهرة

«..فالقصص التى كتبها الأخ القائد معمر القذافى ليست مجرد أحداث صيغت صياغة فنية، أو شرائح من الحياة، وإنما تنم كل قصة منها عن نظرة عميقة جوهر الحياة نفسها..».

كان لى حظ قراءة المجموعة القصصية التى أصدرها الأخ العقيد معمر القذافى، وهى مجموعة إن دلت على شىء فإنما تدل على حس أدبى رفيع، وقدرة فائقة على السيطرة على اللغة وعلى الصور الفنية، والقدرة أيضا ــ وهذا هو الأهم والأعمق ــ على التحليل المتعمق للحياة من خلال الفكر. فالقصص التى كتبها الأخ العقيد معمر القذافى ليست مجرد أحداث صيغت صياغة فنية أو شرائح من الحياة، وإنما تنم كل قصة منها عن نظرة عميقة فى جوهر الحياة نفسها. فهى تتعدى سطح الأحداث إلى جوهر إبراز الوجود الإنسانى، وبالتالى فهى تنتمى إلى القصص الفكرية التى تضمها فكرة واحدة أو يضمها نسق واحد يبحث عما وراء الظاهرة، عن كنهها، عن أسرارها، عن المعنى وراء الأشياء السطحية أو المعنى الكامن وراء الظواهر، فى الوقت ذاته فإن لدى العقد القذافى حسا أدبيا رائعا.

ميرال الطحاوى: المكان فى إبداع معمر القذافى

لكن هذا الحنين الذى اتخذ من سلبيات المدينة من دخان وضباب، وضياع، لم يجعل الصحراء سوى واحة أخرى بعيدة تلوح فى الأفق البعيد عن القرية التى صارت الآن مدنا صغيرة تملؤها البنايات والأنماط الاستهلاكية أيضا، لم تنج القرية من الدمار الذى جلبته سلبيات الحضارة الغربية وظلت «الواحة» قريبة بعيدة تمثل «الأرض» بالمعنى المطلق للمواطنة، الأرض بعفويتها وحنوها إذا حافظنا على عطائها البكر، هل هذه المقولة تعنى فى المجموعة القصصية: «القرية.. القرية.. الأرض.. الأرض»، هذه الإيماءة المشبعة بالحنين كل أوجه اليوتوبيا، وهل حلت الأرض ــ الصحراء ــ الواحة ــ بديلا للمدينة الفاضلة، بديلا لأفق حضارة أعطتنا منتجها البشع مجموعة من القيم السالبة وسمتها «مدينة»؟ هل هذا هو طريق جديد للمقاومة؟ صارت الصحراء فضاء متعدد الأفق يلمح ويصرح بهويتنا الثقافية بوصفنا جماعة عربية تكونت فى مناخ وتكوينات أركولوجية ثقافية يصعب التلاؤم بينها وبين ما يريدون لنا وما يقصدون لهذه الهوية من ذوبان وتلاش وانتهاء، قد تغدو هذه مقولة سياسية، لكنها أيضا مقولة إبداعية تنتصر لثقافة ضاعت هويتها.

أحمد إبراهيم الفقيه: العطاء الإبداعى للقائد معمر القذافى

إنه جانب من العطاء الإبداعى للقائد معمر القذافى، الذى عرفه عالمنا المعاصر مناضلا وقائدا قوميا وصاحب نظرية فى الفكر السياسى والاقتصادى والاجتماعى، الذى نحتفى اليوم بمجموعته القصصية (القرية القرية.. الأرض الأرض، وانتحار رائد الفضاء). ولا شك أن القائد معمر القذافى صاحب قلم وله إسهام فى الكتابة والتأليف منذ زمن طويل، منذ أن كان طالبا فى مراحل الدراسة الثانوية عندما كان يصدر صحفا طلابية، ثم بعد أن قدم إسهاماته للنشر وفى الدوريات المتخصصة وأصدر قبل قيام الثورة كتابه المعروف: «السوق والتعبئة». فهو إذن قلم متمرس وصاحب تجربة متميزة فى هذا المجال، وليس غريبا أن يكون له إبداع أدبى مثل هذا الإبداع ونراه ينتزع من وقته الثمين والملىء بالأعباء والمهام التاريخية وقتا يكرسه للكتابات الإبداعية، ولا شك أن مجال الأدب يفخر اليوم بأن يكون من بين مبدعيه قائد تاريخى له قامة معمر القذافى.

محمد جبريل: حول المجموعة القصصية القرية القرية.. الأرض الأرض

يحفل التاريخ الثقافى العربى، بالعديد من القادة الذين لم يقتصر حبهم للشعر على مجرد الاستماع إليه، ومكافأة الشعراء الذين يبدعون أجمل القصائد.

وبعد أن دخلت ساحة الإبداع العربى، أجناس أدبية أخرى، مثل الرواية والقصة القصيرة والمسرحية، أقبل العديد من القادة العرب ــ فى تاريخنا المعاصر ــ على الإسهام بمعطيات تبين عن اهتمامات أدبية وفنية.

ولعلنا نذكر رواية الزعيم الخالد جمال عبدالناصر، التى بدأ كتابتها فى المرحلة الثانوية وحالت ظروفه دون استكمالها، وهى تتناول انتصار أبناء مدينة «رشيد» المصرية على الغزو الإنجليزى لمدينتهم.

وها هو ذو قائد ثورة الفاتح الأخ العقيد معمر القذافى يطالعنا ــ ولا أقول يفاجئنا ــ بأول مجموعة قصصية له (القرية القرية، الأرض الأرض، وانتحار رائد فضاء).

والحق أن قارئ المجموعة يصعب عليه أن يتصور أن قصصها ــ حتى قبل أن يفتح الغلاف ــ بعيدة عن همومنا العربية وقضايانا وعن هموم العالم وقضاياه. فكاتب المجموعة ــ بالإضافة إلى أنه قائد ثورة ــ مارس العمل السياسى منذ سن باكرة، فهو إذن جمعى التفكير، وكما قال الصديق أحمد الفقيه فى الدراسة التى ذيل بها المجموعة: فإن القذافى حالم كبير، وقد قاده حلمه إلى إبداع النظرية الجماهيرية.

نبيل راغب: «القرية.. القرية.. الأرض.. الأرض» دلالات وأبعاد

لا شك أن الفكر الثورى للقائد معمر القذافى معروف للعامة كما هو محل دراسة الخاصة، وذلك من خلال خطبه وكتاباته وكتبه وتصريحاته وبياناته، التى تنبع كلها من فكر متسق أدى إلى نظرية سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية وحضارية، نهضت عليها التجربة العربية الليبية بكل معطياتها الأصلية والمعاصرة، التى منحتها تفردها بين مختلف التجارب والأنظمة والصراعات التى يصطخب بها عالم اليوم، وهى تجربة تحتاج إلى مزيد من الدراسات المتجددة سواء على المستوى الأكاديمى النظرى أو المستوى الميدانى التطبيقى، حتى يمكن رصد أبعادها وتلمس أعماقها على خريطة الفكر العربى أو العالمى على حد سواء». وكانت كتابات القائد معمر القذافى وخطبه تحفل بلمحات ساطعة من البلاغة الفكرية قبل اللفظية، وومضات مشرقة من البيان والبديع اللتين تبرزان تمكنا واضحا من ناحية اللغة الغربية، سواء على مستوى النحو أو الصرف أو البلاغة، لكننى لم أكن أتصور أن هذا التمكن اللغوى والفكرى يخفى فى ثناياه موهبة أدبية مبدعة وخلاقة حتى نشر مجموعة قصصية بعنوان (القرية.. القرية.. الأرض.. الأرض.. وانتحار رائد الفضاء) للمفكر والقائد الثورى معمر القذافى.

فؤاد قنديل: تجليات البراءة والدهشة فى قصص القذافى

«وليس ثمة غضاضة من الاعتراف بأنى لم أكن متحمسا لمطالعة مجموعة (القرية.. القرية.. الأرض.. الأرض.. وانتحار رائد الفضاء) على الرغم من فرط تقديرى لصاحبها معمر القذافى قائد الثورة الليبية فى الفاتح من سبتمبر، إذ سرعان ما حسمت الموقف بالقول إن ثائرا ومناضلا وقائدا كبيرا مثله تناط به المهام الجسام وتشغله مشروعات التنمية والقضايا الدولية والمحلية والإقليمية التى تمسك بخناقنا والعالم، لن يمتلك الوقت والفراغ وصفاء الذهن ليبدع نصا أدبيا أيا كان حظه من الجدارة الفنية.

وبينما الكتاب مسجى على المكتب ومن حوله العشرات، ألمحه فأمد يدى إليه وتنتصب بداخلى رغبة فى قراءة عدة صفحات حتى أنزع عن نفسى أدنى درجات التجنى.. وإذا بى أواصل القراءة وأنشغل عما كان يتعين على أن أنتهى منه على عجب.

هذه المجموعة القصصية تأخذ أيدينا نحو عوالم لافتة من الأداء الأدبى الخصيب، وتجتهد لتأسيس مشهد بانورامى شهير مبهر لآلام إنسان عربى معاصر وآماله، لم يكتف خلاله الكاتب بالارتجال من الماضى إلى الحاضر، ومن القرية إلى المدينة، ومن شرق العالم إلى غربه، ومن الأرض إلى السماء، ومن الجنة إلى الجحيم، ومن الداخل إلى الخارج، ومن الروح إلى المادة، ومن الحياة إلى الموت. ولكنه عاد يرتحل فى الوقت نفسه نحو الاتجاه المعاكس من حاضر إلى ماض، ومن المدينة إلى القرية، ومن السماء إلى الأرض، ومن غرب إلى شرق، ومن.. إلى.. إلخ».

الخميس، 1 سبتمبر 2011

عايض القرنى "يعايد" الرؤساء العرب بقصيدة تحتفي بسقوطهم

عايض القرني "يعايد" الرؤساء العرب بقصيدة تحتفي بسقوطهم

وكالة أنباء الشعر/ الرياض

لم ينشغل الشيخ الداعية عايض القرني بتفاصيل العيد عن مواكبة تطورات الشأن العربي متمثلا بالربيع الذي تعيشه المنطقة والذي أطاحت مجرياته بالعديد من الرؤوساء العرب عبر ثورات شعبية انطلقت فيها الجماهير معبرة عن إرادتها في صناعة مستقبل جديد تشرق شمسه من خلال غروب ذكر أسماء أسقطتها شعوبها بفعلها الجماهيري وتحدث عنها الشيخ عايض القرني عبر قصيدة تمتزج فيها فرحة العيد بانطفاء زمن تريده الشعوب العربية أن يكون أجمل.. وأدناه نص القصيدة:

(( معايدة للرؤساء العرب ))

د. عائض القرني

العيد حــلّ وقد قامت له العربُ/والبشــر أقبل والأفراح والطربُ

غابت وجوهٌ أراد الله ذلّتهــا / كما تحطّمت الأصنتتتام والنصــبُ

مباركٌ كُبّلت في الســـجن قامَتَه/وزين تونس أفنى عمرَه الهربُ

أما معمّـــر فالأبطـــال تطلبـــــه / كأنه الفأر غطّى رأسَــه الذنبُ

والشّام تنصب للســـفاح مشنقةً/بشرى لبشار فالساعات تقتربُ

وصالحٌ أُحرقت بالنــار طلعته/والشعبُ زمجـــر والتأريخ يلتهبُ

ما أجمل العيدَ من غير الطغاة وما/ألذّ أن تبصــــر الجلاّدَ ينتحبُ

محمود الورداني يحكي عن ثورة الورد في "حكايات الحرية"

محمود الورداني يحكي عن ثورة الورد في "حكايات الحرية"

الدستور المصرية : Wed, 31-08-2011 - 4:21

محمود الورداني

محمود الورداني

صدر للروائي والقاص محمود الورداني كتاب جديد عن الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، بعنوان "حكايات الحرية"، يتضمن سرداً لأهم قضايا حرية التعبير ومقاومة الاضهاد السياسي والاجتماعي ، على مدى القرن العشرين ، ويختتم بفصل تحت عنوان "ثورة الورد" عن جدارية جديدة للحرية رسمها المصريون في 25 يناير 2011.

و سبق للورداني نشر الفصول الأربعة الأولى من هذا الكتاب في كتاب آخر صدر عن مركز القاهرة لحقوق الإنسان عام 2002. وانتهى الورداني من إعداد الكتاب الجديد في ديسمبر الماضي ، إلا أنه قرر يوم 7 فبراير الماضي العكوف على كتابة فصل "ثورة الورد" ليختتم به "حكايات الحرية".

و يقول الورداني- في مقدمة الكتاب- إن ما يهمه هو حكايات الحرية ذاتها، مع إيلاء عناية خاصة للتفاصيل ذات الطابع الروائي ، مشيرا إلى أن هذا ما دفعه للكتابة أيضا عن المظاهرة التي قادها يوسف إدريس في شوارع وسط المدينة قبل أكثر من أربعين عاما، وكان هو شاهدا عليها.

و من بين حكايات الحرية أيضاً تجربة الكاتب الراحل أحمد عباس صالح ، الذي قضى ثلاثين عاماً في المنفى الاختياري ، فيما كتب الورداني كذلك عن فتى الحركة الطلابية النحيل في "شتاء الغضب" عام 1972 أحمد عبد الله ، وعن نصر حامد أبو زيد ومشاركتهما في ندوة الأدب وحرية وسائل الإعلام، التي عقدت في أكاديمية لوكوم بألمانيا عام 1996.

"جاك".. أول عرض مسرحي بمركز الإبداع بالمنوفية

"جاك".. أول عرض مسرحي بمركز الإبداع بالمنوفية

المساء : المنوفية - نشأت عبد الرازق: الخميس 1 سبتمبر 2011

استضاف مركز الإبداع والتنمية بالمنوفية أول عرض مسرحي بعنوان "جاك أو الامتثال" الذي ينتمي لمدرسة العبث وذلك بحضور د. علاء الكاشف المخرج المنفذ للعرض وأحمد عباس مخرج العرض.

قال د. علاء الكاشف: العرض قدم مجموعة من الشباب الصاعد. موضحا أن الفكرة الأساسية للعرض المسرحي حول الامتثال والاستسلام للقدر وإلغاء العقل والتفكير ومحو للذاكرة وعدم الاستفادة من الماضي. كما أن العرض ألقي الضوء علي الاشخاص مسلوبي الإرادة والرأي.

أضاف المخرج أحمد عباس: العرض يأتي ضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان المنوفية للعروض المسرحية القصيرة.. مشيرا إلي أن هذه الدورة بمثابة تكريم للنجاح الذي حققته الدورة الأولي في العام الماضي خاصة أن هذا المهرجان هو الأول من نوعه بالمنوفية ويحمل هذا العام اسم الكاتب عبد الرحمن الشرقاوي.

وقال د. علي فرج مدير مركز الإبداع بالمنوفية إنه سيتم في ختام المهرجان منح الفائزين في العرض المسرحي من تمثيل وإخراج وإضاءة جوائز عينية وشهادات تقدير. بالإضافة إلي جائزة أفضل عرض.

"العار من الضفتين".. كتاب جديد لعزت القمحاوى يتناول الهجرة غير المشروعة

"العار من الضفتين".. كتاب جديد لعزت القمحاوى يتناول الهجرة غير المشروعة

بوابة الأهرام : أ.ش.أ ـ 31-8-2011 | 18:41 105

عزت القمحاوي

صدر عن دار العين القاهرية كتاب جديد للروائي والكاتب الصحفي عزت القمحاوى تحت عنوان "العار من الضفتين.. عبيد الأزمنة الحديثة في مراكب الظلمات" ينطلق القمحاوي في هذا الكتاب من مأساة فقده لابن أخته المراهق "جاد"، إثر محاولته الهجرة إلى إيطاليا بطريقة غير مشروعة.

يقول القمحاوى: "راودتني في البداية فكرة كتابة رواية أقدم فيها وقائع البحث عن جاد ورفاقه، وبعد أن قطعت شوطا وجدت أنني سأظلم الرواية، إذا أثقلتها بكل ما أريد أن أقول، وإن أخلصت لشروط الفن فسوف أظلم القضية، ولن أتمكن من كشف أسباب هذا الجنون الذى لا يشبه إلا حمى الهجرة إلى كاليفورنيا في منتصف القرن التاسع عشر، وانتهت أخيرا إلى تعليق مشروع الرواية إلى حين، والبدء من جديد بصيغة أخرى تتيح لي حرية أكبر في كشف وقائع هذا العار".

ولإنجاز هذا الكتاب، قام القمحاوي بأربع رحلات إلى إيطاليا خلال عام 2010 بمنحة من الصندوق العربي للثقافة والفنون.

وفي الختام يذهب عزت القمحاوى إلى أن ما أشعل الثورتين المصرية والتونسية وما سيتبعهما من ثورات هو ذات السبب الذي يدفع الشباب إلى الفرار من بلادهم وهو باختصار : سيطرة مافيا محدودة العدد على اقتصاد البلاد، وتعطيل كل إمكانيات الشعوب.

و يضيف أنه إذا نجحت الثورات في تثبيت حكم ديمقراطي في العالم العربي، فسيصبح عار الغرق في مياه المتوسط صفحة من الماضي ، وستكتشف أوروبا أن التعامل مع جيران أحرار أفضل وأقل كلفة على أمنها واقتصادها من التعامل مع حكام سماسرة، طالما حملوا بالخطأ لقب "ديكتاتور"، وهو شرف لا يستحقونه" لأن للديكتاتور كرامة تدفعه إلى الانتحار عندما يخطئ أما الحكام العرب فيصرون على البقاء والمساومة حتى لحظة طردهم المهين.

وفاة المؤرخ اللبناني كمال الصليبي

وفاة المؤرخ اللبناني كمال الصليبي

وفاة المؤرخ اللبناني كمال الصليبي

المؤرخ اللبناني كمال الصليبي

بوابة الوفد : بيروت- (ا ف ب): الخميس 1/9/2011

توفي اليوم الخميس المؤرخ والباحث اللبناني كمال الصليبي عن اثنين وثمانين عاما وقد ارتبط اسمه بالعديد من الكتب ابرزها "تاريخ لبنان الحديث" الذي يعتبر مرجعا تاريخيا مهما.

ونعت الجامعة الاميركية في بيروت الباحث والمؤلف والمؤرخ كمال الصليبي الذي توفي صباح اليوم الخميس، وستقام مراسم جنازته يوم السبت المقبل.

وكان الصليبي استاذ شرف في دائرة التاريخ وعلم الآثار في الجامعة الاميركية التي بدأ التعليم فيها منذ العام 1945.

وضع الصليبي كتبا بالعربية والإنجليزية، ومعظمها ترجم او تم تعريبه بقلمه او بمراجعته، وبعضها اثار جدلا كبيرا مثل كتاب "التوراة جاءت من جزيرة العرب" الذي يؤكد فيه ان هناك احداثا توراتية الاعتقاد السائد انها حصلت في فلسطين، بينما هي حصلت في الواقع في جنوب غرب الجزيرة العربية، مستندا الى أدلة في الآثار واللغة.

ومن ابرز مؤلفاته "تاريخ لبنان الحديث"، و"منطلق تاريخ لبنان"، و"بيت بمنازل كثيرة"، و"البحث عن يسوع"، وغيرها.

وقد ترجم العديد من مؤلفاته الى لغات عديدة.

ولد كمال الصليبي في بيروت في الثاني من مايو 1929. تخرج من الجامعة الاميركية ببكالوريوس في التاريخ والعلوم السياسية. ونال الدكتوراه في تاريخ الشرق الاوسط من جامعة لندن العام 1953. وكانت أطروحته بعنوان: "المؤرخون الموارنة وتاريخ لبنان في القرون الوسطى".

وأسس المعهد الملكي للدراسات الدينية في عمان في الأردن، وخدم كمدير له لمدة عشر سنوات.